اللغات المتاحة للكتاب Español فارسی Français Indonesia پښتو Русский 中文 English Türkçe

الوتـــــــــــــــــــــــر جل جلاله

قال ابن القيم رحمه الله : "إذا استغنى الناس بالدنيا؛ فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا؛ فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم؛ فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة؛ فتعرف أنت إلى الله، وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة".

وقال أبو سليمان: "طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله سبحانه وتعالى".

فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا

مَنَازِلُنَا الأُوْلَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ

وَحَيَّ عَلَى رَوْضَاتِهَا وَخِيَامِهَا

وَحَيَّ عَلَى عَيْشٍ بِهَا لَيْسَ يُسْأَمُ

جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: «لِـلَّـهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا؛ مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ: وِتْرٌ، يُحِبُّ الوِتْرَ» [أخرجه البخاري ومسلم -وهذا لفظه-].

فَرَبُّنَا جل وعلا الفَرْدُ؛ لا شريك له ولا نظير، بل هو الإله الأحد الصمد؛ الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.

وَرَبُّنَا عزوجل المُتَفَرِّدُ بصفات الكمال ونعوت الجلال.

وَهُوَ جل جلاله الفَرْدُ فِي ربوبيته وألوهيته، وفي صفاته وأفعاله، لا مثيل له ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا عديل؛ لكماله من كل الوجوه جل جلاله؛ (لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ) [الشورى:11]، (وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ) [الإخلاص:4] (هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا) [مريم: 65]، (فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) [البقرة:22].

إقـرار..

ومن أقر بذلك؛ ذل له وخضع له جل وعلا، وأحبه ورجاه ووحده، وتوكل عليه، وأناب إليه، وأخلص عبادته له، والله تعالى لم يخلقنا إلا لذلك: (وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ) [الذاريات:56]، وهي: إفراده بالعبادة.

إنه وتـر:

وكل ما دونه شفع؛ فهو من الخليقة، وهي لا تستقر ولا تعتدل إلا بالزوجية: (وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات: 49]، ولأن الناس يحتاج بعضهم إلى بعض؛ (وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ) [الزخرف:32].

قـلـبك..

وربما وصل بهم الحال أن يتكلوا على المخلوقين وينسوا الخالق، ويبلغ بهم الحب مبلغًا كحب الله أو أشد؛ فتنصرف القلوب من الخالق إلى المخلوق! (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ) [البقرة:165].

والقلوب مفطورة على حب من أحسن إليها، ومن هنا يدخل الشيطان.

وهنا؛ حذر الله تعالى الخلق أن يقعوا في الشرك -وهم يعلمون أو لا يعلمون!- كمن اتخذ المحبوب ربًّا أو شفيعًا؛ فقال عزوجل: (فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) [البقرة:22]، وقال عزوجل: (أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ) [الزمر:43].

ومن قوله تعالى: (قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص:1] تنطلق قاعدة: الإيمان ظاهرًا وباطنًا، ويذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهذه القاعدة: «وَهُوَ: وِتْرٌ، يُحِبُّ الوِتْرَ»؛ أي: أن الله تعالى واحد لا شريك له، ولا ند له.

عـلامـات

وتتجلى محبته تعالى للوتر -وهو: التوحيد- في كثير من العبادات القولية والفعلية؛ فالصلوات المفروضة: خمس، وصلاة الليل ختامها: وتر، ويغتسل: وترًا، وأعداد الطهارة: وتر، وتكفين الميت: وتر، والاستغفار أدبار الصلوات المكتوبة: وتر، وكثير من الأذكار.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي الوتر في سائر شؤونه؛ فجاء عنه الاصطباح بسبع تمرات، وشرب الماء في أنفاس ثلاثة.

وَمِنْ حُبِّهِ تعالى لِلْوِتْرِ: أَنَّهُ خَصَّ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ الحُسْنَى بِأَنَّ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ.

إِلَيْكَ وَجَّهْتُ يَا مَوْلَايَ آمَالِي

فَاسْمَعْ دُعَائِي وَارْحَمْ ضَعْفَ أَحْوَالِي

فَلَا تَكِلْنِي إِلَى مَنْ لَيْسَ يَكْلَؤُنِي

وَكُنْ كَفِيلِـي فَأَنْتَ الكَافِلُ الكَافِي

اللهم! إنا نسألك باسمك الوتر: أن تدخلنا الجنة، وتجيرنا من النار.