الحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً، أما بعد :
فهذه الطبعة الثانية أضعها بين يدي القارئ الكريم، وبعد أن نفدت الطبعة الأولى بشكليها ( 6000) نسخة في وقت قصير ولله الحمد والمنة ، وبعد مراجعة مادة الكتاب تنقيحاً، وإضافة ، وحذفاً ، راجياً أن يكون الكتاب ملائماً لقرائه ، كافياً في بابه ، وافياً في مقصودة،
ولنشر العلم رجاء الثواب؛ فإني أفسح طباعة الكتاب بشروط :
عدم الحذف أو الزيادة ، وأن تكون الطباعة فاخرة تليق بمادة الكتاب ، وأن يتم المراسلة على الجوال رقم 00966564570117 أو الإيميل [email protected]
لتأكد من عدم أي تعديل أو إضافة على الكتاب ؛ فإن الكمال أبى إلا يكون لكتابه عز وجل .
ثم الشكر لدار ابن الجوزي ، ومكتبة المتنبي على جهودهما فيما مضى سائلاً من الله التوفيق والهداية والقبول .
والحمد لله رب العالمين
المؤلـف
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَبْوَابِ زِيَادَةِ الإِيمَانِ: معرفةَ الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته وأفعاله، فكلُّ اسمٍ من أسماء الله بابٌ من أبواب الدخول عليه، (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180]، فكيفَ بمن أحصاها؟! صحَّ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» [أخرجه البخاري ومسلم].
وكنتُ أَسْألُ اللهَ -عز وجل- أن يمنَّ عليَّ بشرف إحصائها، فبدأتُ عام (1430هـ) بإلقائها مختصـرة، فشعرتُ بأشواق المستمعين لمعرفة أسماء الله وصفاته..
وكيفَ لا يشتاقُ المؤمنُ إلى معرفتها؛ وهو يزدادُ حُبًّا لله وشوقًا إلى لقائه عند معرفةِ كلِّ اسمٍ؟!
كيفَ لا يشتاقُ المؤمنُ إلى معرفةِ أسماء الله وصفاته؛ وقد عَلِمَ أنَّها: طوقُ نجاةٍ لكلِّ مهمُومٍ أو مظلُومٍ أو مدِينٍ أو مريضٍ أو سجينٍ أو حائرٍ؟!
كيفَ لا يشتاقُ المؤمنُ إلى معرفةِ أسماء الله وصفاته؛ وقد عَلِمَ أنَّها: مفاتيحُ الفرجِ، ومفاتيحُ السَّعادة، ومفاتيحُ الخزائنِ؟! بل من عرَفَها حقَّ المعرفةِ فإنَّ السعادةَ لن تفارقه أبدًا.
ومن هنا؛ رجوتُ اللهَ أن يوفِّقني إلى تدوينِ كتابٍ يكون لي أثـرًا ومورِدًا جميلاً يُنـهلُ منه، فشرعتُ باتِّخاذ منهج الجمع والصِّياغة فقط؛ لِعلميَ بعجزِ نفسي عن التَّأليف، وقلَّة بضاعتي؛ فلستُ بفارسٍ ولا راجلٍ.
فجمعتُ جميع ما اطَّلعت عليه عيني، ودوَّنتُ ما اطمأَنَّت إليه نفسي، راجيًا أن أكونَ أحسنتُ فيما استحسنتُ جمعه، متوخِّيًا معتقد السَّلَفِ الصَّالح في الأسماء والصِّفات.
ثم صُغتُهُ في ثوبٍ قَشِيبٍ، يَكتسي حُلَلَ الجلال والجمال، مراعيًا أطيافَ المتعلِّمينَ والمثقَّفينَ، مُبتعدًا عن الأَكَادِيمِيَّةِ البَحْتَةِ.
مُقتصرًا في الحديث على الصَّحيح والحسن، غير مستقصٍ للآثار والسِّيَر.
قاصدًا: التَّخفيفَ والتَّشويقَ، وبُلُوغَ مُنَى القارئ بأسهل طريقٍ وأقصر زمنٍ.
راجيًا أن يَجلِب سعادةً، ويُزيلَ هَـمًّا، ويَشرحَ صدرًا، ويُعزِّزَ إيمانًا، ويَزيدَ علمًا، ويَملأَ فؤادًا، ويُعَمِّرَ قلبًا، ويُغذِّي فكرًا.
والفضل في ذلك كلِّه لله -عز وجل- وحدهُ، ثم لأهل العلم والفضل الذين جمعتُ عنهم أطَايِبَ الثَّمر، فإن أصبتُ فمن الله -جل وعلا- ؛ فلهُ الشُّكرُ، وإن أخطأْتُ فمن نفسـي والشَّيطان، وما أردتُ إلَّا الخير؛ فأستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه!
وأخيرًا؛ هذا جهدُ المُقِلِّ، وقدرةُ المُفلس، حامدًا الله على إتمامه، راجيًا من الله قَبُولَهُ، خائفًا من رَدِّه، مشهدًا الله على محبَّته -سبحانه وتعالى- ، محسنًا الظَّنَّ به.
واللهَ أسألُ أن يجزل الأجر والمثوبة لي ولـمن جمعت عنهم، ولكلِّ من شارك في مراجعته وتصحيحه وتنسيقه ونسخه وطباعته، أو أدلى فيه بمشورةٍ أو رأيٍ.
كما أسألهُ -عز وجل- أن يجعلهُ صوابًا، خالصًا لوجهه الكريم، مُدنيًا إلى محـبَّته، ومُقـرِّبًا إلى مرضاته، وأن يغفر لي ولوالدَيَّ ولشيوخي ولأهل بيتي ولجميع المسلمين؛ إنَّه سميعٌ مجيبٌ!
أخُـو كُـــم:
عبد الله بــن مُشـبب القحطاني
جوال (لمراسلات واتس أب):
966564570117